الفنون العمانية التقليدية
فنون عمان التقليدية هي سجل كامل لحياة أهل عُمان، فهي تمثل وتصور حياة العمانيين سواء في طريقة عيشهم واحتفالهم بالمناسبات المختلفة أو طريقة تعبيرهم عن مشاعرهم وتفكيرهم من خلال الأشعار المختلفة والتي تظهر في الفنون التقليدية المؤداة. الفنون التقليدية فنون لاتنبع من فراغ بل هي نتيجة التفاعل بين الأفراد والجماعات وتأثير البيئة المحيطة بهم خلال الفترات الزمنية المختلفة، وكل فن من هذه الفنون يمثل جزءاً من عادات وتقاليد المجتمع العماني.
فمن يشاهد أداء هذه الفنون يلاحظ إعتزاز العمانيين بأزيائهم التقليدية، فترى الرجال يؤدون الفنون وهم يلبسون الدشداشة العمانية و العمامة و الخنجر العماني و يحملون السيف و الترس وبعض الأحيان البنادق. والنساء يرتدين الأزياء العمانية المختلفة باختلاف المحافظات ويتحلين بالمجوهرات والحلي الفضية والذهبية.
الرزحة:
هو فن من أعرق الفنون التقليدية في سلطنة عمان، وهو قديم قدم الإنسان العماني، وله شهرة كبيرة على نطاق واسع من الرقعة الجغرافية لعمان ويمارس في كثير من المحافظات وولايات السلطنة المختلفة باستثناء المنطقة الجنوبية، وهو فن المبارزة و فن الشعر و المطارحات الشعرية بين كبار الشعراء، ويشترط في الرزحة لبس الزي الرسمي الخنجر للوجاهة و حمل السيف والترس للمباهاة.
العازي:
هو فن تقليدي عُماني عريق يمارس في جميع محافظات السلطنة دون استثناء، وهو فن الفخر والمدح والإلقاء الشعري ولذلك سمي العازي بهذا الاسم نسبة الى الرجل أو الشاعر الذي ينشد قصيدة العازي التي يعتز فيها ويفتخر بأهله وأقربائه أو عشيرته، وعادة ماتكون قصائد الشعر في عبادة الله، ومكارم الأخلاق، الفخر بالأجداد، مدح جلالة السلطان.
الطارق:
الطارق معناه اللحن في اللهجة العمانية وهو فن يؤدى في مناسبات السمر دون آلات موسيقية، وهو غناء بدوي فردي بمصاحبة ردادين (شخص أو أكثر) وهم على ظهور الجمال، فيبدأ الأول بالغناء ثم يعيد الشخص الأخر أو الأشخاص الأخرين أداء صورة طبق الاصل من أداء المغني الأول وتتوالى أبيات القصيدة غناءً حتى تتم القصيدة، ونغم الغناء في الطارق ثابت لا يتغير من مغنٍ الى آخر، ومن ولاية إلى أخرى من ولايات السلطنة، وتتنوع المواضيع الشعرية في الطارق فقد تكون في الغزل أو الذكريات الحلوة والمرة أو في مدح القبيلة ورجالها أو في مدح الناقة و فضائلها، وباختلاف المواضيع الشعرية يحرص المغني أو من معه ارتداء الدشداشة وحزم وسطه بالخنجر نوع من الوجاهة واستكمال الشكل النهائي للفن المغنى.
الونة:
هو فن بدوي يؤدى جلوساً على شكل مجموعات (رجالا ونساءً) أمام خيامهم أو حول مواقد النار، أو يؤدي بشكل فردي عندما يون البدوي بنفسه ليسلي نفسه ويطرد النوم عن عينيه وهو على ظهر ناقته ويستخدم هذا الفن في رحلة سفر طويلة دون استخدام آلات موسيقية.
وهو فن الذكريات كما يطلق عليه بعض الأحيان حيث يضع المغني بإحدى راحتيه على خده ويتكئ على عصاه ويقفل عينيه أثناء أدائه للفن (يتسم عادة بطابع الحزن وخاصة عندما يكون في شعر الذكريات والغزل).
يبدأ المغني في الغناء فيتغنى بالبيت الأول من القصيدة فيردد من معه نفس البيت بنفس اللحن وهكذا تتوالى أبيات القصيدة إلا أن تنتهي القصيدة.
التغرود:
فن بدوي يؤدى على ظهور الخيول أو الجمال (البوش)، ويختلف تغرود الخيل عن تغرود الجمال. فتغرود الخيل يهدف إلى تحميس الخيل وراكبيها من الفرسان ويتخلله صيحات حماسية تزيد من حماسهم ويزخر تغرود الخيل بالشلات التي تتضمنها معاني الشجاعة والإقدام والشهامة و نجدة الضعيف ومدح في الخيل ومن يقتني الخيل ومربيها، ولإضفاء مزيد من الأجواء الحماسية في هذا الفن يحرص مغنيها على ارتداء الخنجر أو المحزم.
الهبوت (الميدان):
هو نمط موسيقي تقليدي يؤديه الرجال بمناسبة الأعراس والمناسبات الاجتماعية واللقاءات القبلية المختلفة والاحتفالات الرسمية للدولة، وفي المناسبات الوطنية يؤدى الفن في ثلاثة أيام تخصص كل يوم لمنطقة جغرافية مثل (هبوت البادية، هبوت الجبل، هبوت المدن).
يؤدى هذا الفن دون استخدام آلات موسيقية ويرتدي المؤدون أفضل أنواع اللباس والسيوف والخناجر والبنادق والعصي، ويتقدم الصفوف أبرز اللاعبين بالسيف (الراقصين بالسيف).
الهبوت عبارة عن منبر شعري وهو واحد من أكثر فنون المنطقة الجنوبية انتشاراً و شعبية. ويقوم الهبوت على المطارحات الشعرية والمزاح الشعري بين شاعر وآخر، ويمكن من خلاله طرح مواضيع عديدة قد تكون في المدح ، الفخر ، الحكمة ، النصح أو قد تكون قضية خاصة بين شخصين أو بين قبيلتين. وللهبوت شعراء كبار لاتزال تُحفظ أشعارهم وتردد بين الناس كموروث فني شعبي، ويعتبر الهبوت فن قبائل سكان ظفار الأول ولايزال بمثابة الحبل التاريخي لكافة قضايا المجتمع العماني في ظفار.
الربوبة:
هو فن موسيقي تقليدي يؤديه الرجال و النساء معاً حيث يتكون الفريق المؤدي للربوبة من الراقصين (ذكور وإناث) ومغني ومرددات (نساء) وعازفي الآلات الموسيقية، وتحرص الراقصات على ارتداء اللبس الظفاري الأصيل والتزين بالحلي والمجوهرات المختلفة، أما بالنسبة للرجال الراقصين فانهم يرتدون العمامة والدشداشة مع ثنيها إلى الأعلى ليظهر " الإزار" من تحتها ليسهل عليهم الحركة أثناء الرقص ثم يرتدون في وسطهم الخنجر العماني. وعادة مايتم استخدام الآلات الإيقاعية كالكاسر والمهجر والرحماني وهي نوع من الطبول وقديماً كانوا يستخدمون آلة الربابة.
وأثناء تأدية الراقصين للربوبة تجلس الرديدات (النساء) خلف المغني وضابطي الإيقاع حيث يقمن بترديد الجملة والتصفيق والصهيل لإكمال الجمال الإيقاعي والغنائي لفن الربوبة.
المدار:
هو فن تقليدي ٌيؤدى في محافظة ظفار من قبل الرجال والنساء ويُؤدى بطريقتين حسب نوع المناسبة فإما تكون مسيرة كبيرة يتقدمها الرجال والشباب يلبسون الزي العماني والخنجر العماني ويحملون السيوف والعصي وتليهم النساء والفتيات يتحلين بالحلي والمجوهرات المختلفة الفضية أو الذهبية وبينهم ضاربو الآلات الموسيقية والإيقاعية، حيث عادة مايتم استخدام الطبول الرحماني والكاسر وآلات النفخ.
الطريقة الثانية لأداء المدار يتم باصطفاف الرجال والنساء في صفوف متقابلة ويتوسطهما عازفو الآلات الموسيقية.
البرعة:
هو فن يمارس في ولايات محافظة ظفار وفي بعض ولايات الشرقية (صور، جعلان بني بو علي) يؤدي البرعة راقص أو راقصان في الوقت نفسه ويصاحب الفن الرديدات (النساء) والعازفون على الآلات الإيقاعية (الطبول) وبعض الآلات الهوائية. يختلف فن البرعة عن باقي الفنون في المنطقة الجنوبية من حيث التكوين الحركي وممارسة أدائه، ولا تستخدم فيها المطارحات الشعرية.
الرزفة:
هو فن من الفنون التقليدية البدوية يؤديها الرجال البدو في جميع محافظات وولايات السلطنة ولا تشترك فيه النساء. وهو من الفنون التي لا يستخدم فيها آلات موسيقية بإستثناء محافظة مسندم تستخدم آلات إيقاعية جلدية من نوع الرحماني والكاسر. ويجتمع الرجال لإقامة الرزفة في صفين متقابلين متوازيين يبدأ أحد الشعراء الرزفة (الذي يتوسط الصفين) البدء بالغناء وتلقين أحد الصفين نصف شلة الغناء شعراً فيرددها رجال ذلك الصف، ثم ينتقل إلى الصف الآخر لتلقينهم البيت الشعري بحيث يصبح غناء الشلة متبادلاً بين الصفين ويستمر تبادل الغناء بين المشاركين في الصفين حتى يستكمل الشعر وعندها يتوقف الجميع.
الهمبل أو المسيرة:
هو فن يُؤدى على ظهور الخيل أو الجمال "البوش" وهمبل الخيل هو غناء الرجال على ظهور الخيل أثناء مسيرها العادي للمشاركة في مناسبة اجتماعية كالعرس أو للتحية، وحديثاً يتم أداء الفن في المناسبات الوطنية، ويقام هذا الفن في معظم ولايات السلطنة ويحرص الرجال وهم على ظهور الخيل - وبالأخص من هم في الصف الأمامي – على ارتداء الخنجر والإمساك بالعصي "الخيزران". ويؤدى هذا الفن دون آلات موسيقية وإنما الاعتماد الكلي يكون على إنشاد الشعراء على لحن موحد، وتتنوع مواضيع الشعر المستخدم في الهمبل فمنها يكون في تمجيد الخيل وتعديد مناقبها ومزاينها وامتداح من يقتنيها والفخر بالشجعان من هم على صهواتها.
© Khanjar.om جميع الحقوق محفوظة.